- اهلاوىمسير عام
- الجنس :
عدد المساهمات : 1381
نقــــاط السمعــــة : 16
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
العمر : 39
المزاج :
الدولة :
الأوسمة :
الإقامة : مصرى
اللهم اجعله حجاً مبروراً
2009-12-02, 09:14
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
فقد قام الصحابة -رضي الله عنهم- بدين الله -عز وجل- علماً وعملاً، واستقاموا عليه توحيداً واتباعاً و تزكية، فغير بهم -سبحانه- وجه الأرض (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11]؛ ودانت لهم الدنيا شرقاً وغرباً ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
ثم ما لبث أن عاد الأمر غريباً كما بدأ غريباً، فقد وَرِثَ الكتاب قوم يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفر لنا. ضَعُفت همتهم، وتبدلت مفاهيم الإسلام في نفوسهم، وانفصل العلم عن العمل في حياتهم، وصار الإسلام في وادٍ وهم في وادٍ آخر، وفقدت المعاني الإيمانية رصيدها، ومن جملة ذلك الحج.
وقف وزير الخارجية غلادستون يوماً في مجلس العموم البريطاني فقال: «إن العقبة الكئود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد الإسلام هذا الكتاب وهذا البيت وأمسك بيده المصحف وأشار بالأخرى إلى الكعبة».
لقد انتبه الأعداد لخطورة بيت الله الحرام، وشعروا أن الحج بمثابة اجتماع سنوي يستحيل معه أن تقوم لهم قائمة؛ فالبيت يؤمه ملايين البشر من كل أوب سحيق وفج عميق، ولذلك أعْمَلوا معاول الهدم والتخريب في جسد هذه الأمة، وحرصوا على تفريغ الحج من محتواه، بحيث صار اجتماعاً يقوم ثم ينفض دون تحقيق لكثير من المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي كان يمكن تحصيلها من ورائه، ودون تعارض مع تأدية العبادات على وجهها، بل معاني التشرذم والفرقة والضياع تدب في أوصال هـذه الأمـة، رغم اجتماعها المشهود في موسم الحـج !!
ولعـل من أعظم أسباب ذلك مـوالاة أعـداء الإسلام، والجهل بدين الإسلام وهجران اللغة العربية.
وقد آن لهذه الأمة أن تستيقظ من نومها، وأن تنتبه لمخططات أعدائها، وأن تعاود الالتزام بشريعة ربها (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) [آل عمران:120]
فالحج لو أحسن المسلمون الانتفاع به، واستفادوا دروسه، لتغير حالهم، وغير بهم -سبحانه- وجه الأرض، ومكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأبدلهم من بعد خوفهم أمناً، يعبدونه -سبحانه- لا يشركون به شيئاً.
ولذلك كانت هذه الرسالة بمثابة صرخة نذير وصيحة تحذير، وتوضيح لمعاني الإنارة في الحج والعمرة والزيارة.
ولا يسعني إلا أن أردد كلام الإمام السفاريني -رحمه الله- حينما يقول في أثناء «مقدمة شرح ثلاثيات أحمد»:
(وأنا متردد بين الإقدام والإحجام لقصور شأوي عن إدراك مثل هذا المقام، ثم قلت: قُصارى أمري أن أُعلق فوائد من الكتب المتداولة، وليس لي من ذلك إلا أجر المناولة، فاستخرت الله -عز وجل- وعزمت على شرحها، ووقفت على أبواب كرمه -تعالى-، فمن -سبحانه- بفتحها، هذا مع فقدي جُلّ المـواد وتعذّر وجود الخِل الموادّ، واشتغال البال بالبلابل والهموم، وتشويش الخاطر بالقلاقل والغموم...).
والله نسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل، وأن يغفر لنا ولكم ما بدر من الخطايا والزلل، وأن يُدخلنا بمنه وكرمه ولطفه في عباده الصالحين، إنه -سبحانه- ولي ذلك والقادر عليه.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
اللهم اجعله حجاً مبروراً
بقلم فضيله الشيخ \\\ سعيد عبد العظيم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،بقلم فضيله الشيخ \\\ سعيد عبد العظيم
فقد قام الصحابة -رضي الله عنهم- بدين الله -عز وجل- علماً وعملاً، واستقاموا عليه توحيداً واتباعاً و تزكية، فغير بهم -سبحانه- وجه الأرض (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11]؛ ودانت لهم الدنيا شرقاً وغرباً ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
ثم ما لبث أن عاد الأمر غريباً كما بدأ غريباً، فقد وَرِثَ الكتاب قوم يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفر لنا. ضَعُفت همتهم، وتبدلت مفاهيم الإسلام في نفوسهم، وانفصل العلم عن العمل في حياتهم، وصار الإسلام في وادٍ وهم في وادٍ آخر، وفقدت المعاني الإيمانية رصيدها، ومن جملة ذلك الحج.
وقف وزير الخارجية غلادستون يوماً في مجلس العموم البريطاني فقال: «إن العقبة الكئود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد الإسلام هذا الكتاب وهذا البيت وأمسك بيده المصحف وأشار بالأخرى إلى الكعبة».
لقد انتبه الأعداد لخطورة بيت الله الحرام، وشعروا أن الحج بمثابة اجتماع سنوي يستحيل معه أن تقوم لهم قائمة؛ فالبيت يؤمه ملايين البشر من كل أوب سحيق وفج عميق، ولذلك أعْمَلوا معاول الهدم والتخريب في جسد هذه الأمة، وحرصوا على تفريغ الحج من محتواه، بحيث صار اجتماعاً يقوم ثم ينفض دون تحقيق لكثير من المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي كان يمكن تحصيلها من ورائه، ودون تعارض مع تأدية العبادات على وجهها، بل معاني التشرذم والفرقة والضياع تدب في أوصال هـذه الأمـة، رغم اجتماعها المشهود في موسم الحـج !!
ولعـل من أعظم أسباب ذلك مـوالاة أعـداء الإسلام، والجهل بدين الإسلام وهجران اللغة العربية.
وقد آن لهذه الأمة أن تستيقظ من نومها، وأن تنتبه لمخططات أعدائها، وأن تعاود الالتزام بشريعة ربها (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) [آل عمران:120]
فالحج لو أحسن المسلمون الانتفاع به، واستفادوا دروسه، لتغير حالهم، وغير بهم -سبحانه- وجه الأرض، ومكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأبدلهم من بعد خوفهم أمناً، يعبدونه -سبحانه- لا يشركون به شيئاً.
ولذلك كانت هذه الرسالة بمثابة صرخة نذير وصيحة تحذير، وتوضيح لمعاني الإنارة في الحج والعمرة والزيارة.
ولا يسعني إلا أن أردد كلام الإمام السفاريني -رحمه الله- حينما يقول في أثناء «مقدمة شرح ثلاثيات أحمد»:
(وأنا متردد بين الإقدام والإحجام لقصور شأوي عن إدراك مثل هذا المقام، ثم قلت: قُصارى أمري أن أُعلق فوائد من الكتب المتداولة، وليس لي من ذلك إلا أجر المناولة، فاستخرت الله -عز وجل- وعزمت على شرحها، ووقفت على أبواب كرمه -تعالى-، فمن -سبحانه- بفتحها، هذا مع فقدي جُلّ المـواد وتعذّر وجود الخِل الموادّ، واشتغال البال بالبلابل والهموم، وتشويش الخاطر بالقلاقل والغموم...).
والله نسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل، وأن يغفر لنا ولكم ما بدر من الخطايا والزلل، وأن يُدخلنا بمنه وكرمه ولطفه في عباده الصالحين، إنه -سبحانه- ولي ذلك والقادر عليه.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى