مقتطفات من كتاب ابتسم للحياة
2010-05-25, 12:18
مقتطفات من كتاب ابتسم للحياة كتاب الكتروني اخترت لكم منه
أعمى يتعايش مع المرض بنسيج من حروف التفاؤل!!.
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحده كلاهما معه مرض عضال أحدهما كان مسموحا له بالجلوس في سريره لمدهساعة يوميا بعد العصر ولحسن حظهفقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة أما الآخر فكان عليه أن يبقىمستلقيا على ظهره طوال الوقتكانالمريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر لآن كلا منهماكان مستلقيا على ظهره ناظرا إلى السقف تحدثا عن أهليهما وعن بيتهماوعن حياتهما وعن كل شيء وفى كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس فيسريره حسب أوامر الطبيب وينظر فيالنافذة ويصف لصاحبه العالم الخارجي وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرهاالأول لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيويةوهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج : ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرةيسبح فيها البط و الأولاد صنعوا زوارق من موادمختلفة واخذوا يلعبون فيهاداخل الماء وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناسيبحرون بها في البحيرةوالجميع يتمشى حول حافة البحيرة وهناك آخرون جلسوا فيظلال الأشجار أوبجانب الزهور ذات الألوان الجذابة ومنظر السماء كان بديعا يسر الناظرينوفيما يقوم الأول بعمليه الوصف هذه ينصت الأخر في ذهول لهذا الوصف الدقيقالرائع ثم يغمض عينيه ويبد أ في تصور ذلك المنظر البديع خارج المستشفىومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه وفى أحد الأيام جاءت الممرضهصباحا كعادتها لخدمتهما فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلالالليل ولم يعلم بوفاته إلا من خلال حديث الممرضه عبر الهاتف وهى تطلبالمساعدةلإخراجه من الغرفة فحزن على صاحبه أشد الحزنوعندما وجدالفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة ولمالم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيقالذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض مافاتهفي هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفع رأسه رويدا رويدامستعينابذراعيه ثم اتكأ على أحد مرفقيه و أدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذةلينظرللعالم الخارجي وهنا كانت المفاجأة!!! لم يرى أمامه إلا جدارا أصم من جدران المستشفى فقد كانت النافذة على الساحةالداخلية نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر منخلالها فأجابت إنها هي فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة ثم سألته عن سبب تعجبه،فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له! كان تعجب الممرضة أكبرإذ قالت له ولكن المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصمولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصاب باليأس فتتمنىالموت
*وعسى أن تكرهوا شيئا وهوخير لكم !!.
كان يوجد ملك معروف بتشاؤمه و كان له وزير عكسه تماما,و كان يستشيره في كل شيء وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كلمكان .... وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير: " لعله خيراً " فيهدأ الملك.
فيأحد المرات خرج الملك إلى الصيد ورافقه الوزير وفي هذه الرحلة أصيب الملك في يدهو اضطر إلى قطع أصبعه وهو متذمر جداً قال له الوزير لعله خيرا؟ فغضب الملك غضباشديدا وأمر بحبسه وفي طريقه إلى السجن قال: لعله خيراً -متفائل- ومرتالأيام والشهور, خرج الملك كعادته لممارسة هوايته المفضلة -الصيد- وأثناء مطاردتهلفريسته ابتعد كثيرا عن حرسه المرافقين له,و دخل إلى قبيلة في الأدغال, وكانوايمارسون طقوسهم والتي تتمثل في تقديم قربان إلى الآلهة: أي شخص غريب يدخل قبيلتهم, وقد كان الملك؟ فربطوه و بينما هم يستعدون لقتله رأوا أصبعه المقطوع فأمرهم زعيمهمأن يطلقوا سراحه لأن القربان يجب أن يكون شخصا كاملا وفاخراً, وحين عودته أمربإطلاق سراح وزيره, وروى له قصته وبين له كيف أن إصبعه المقطوع هو الذي نجاه منالموت وأنه عنده حق في كلامه, ولكنه سأله قائلا: لقد سمعتك تقول وأنت ذاهب إلىالسجن لعله خير ؟ وهل في السجن خير؟ فرد الوزير: يا أيها الملك لو لم أدخل السجنلكنت معك في رحلة الصيد و أنا ليس في جسمي عيب, لتركك أهل القبيلة و لقدموني أنابدلا منك إلى آلهتهم قربانا...؟ فكان في صنعالله كل الخير فعليك بالتفاؤل والرضا بما كتبالله وتذكر ]وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم[!! وتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم .
يقول القرني:فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .
فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانهوتعالى. فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماءوهو مع ذلك يعلم أنهما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، وأنهلن يغلب عسر يُسرين.
فلا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس يدوم ولاشقاء
فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن، ويرى تباشيرالفجر من خلال حُلكة الليل !، ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء، وفي سُمّالحية ترياق!، وفي لدغة العقرب طرداً للسموم!.
المتفائل يفكر بالحل والمتشائم يفكر بالمشكلة !
رُوي أن رجلاً جاء إلى سليمان بن داود عليه السلام وقال: يا نبي الله، إن جيراناً يسرقون إوزي فلا أعرف السارق، فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم، وقال في خطبته: إن أحدكم ليسرق إوز جاره ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح الرجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فهو صاحبكم.
متفرقات:
# ليس في الحياة ظلام بهيم إذا خفت نور القمر تلآلآت النجوم!! إذا أين الظلام؟!.
# إذا كنت أنا لوحدي مسلما فأنا متفائل فكيف إذا كان المسلمون أكثر من مليار!.
# المتفائل لا يغرق ولكنه يطفوا على الماء !.
# عواصف الأمة العربية مدمرة، لكن في وسط الركام توجد حياة تتحرك نحو أفق جديد مليء بالآمال العريضة.
# عندما تحزن أنظر في منظار الأفراح ،فالحياة جميلة ولكنها تحتاج إلى من يتذوقها.
# فكر في الحل ثم حاول فإذا أخفقت ففكر مرة أخرى وحاول وكرر المحاولات حتى تنجح.فقد تعلمت النجاح من تكرار المحاولة.
# ابتسم فالابتسامة مفتاح الحياة،كن كالحياة لا تلقي بالا لأحد،كالجبل الذي لاينهدم مهما رميناه بالحجارة .
# اطرد اليأس بالضحكات التي تملأ المكان، لا تنتظر أحد حتى يضحك اضحك من تلقاءنفسك.
# كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.
# الجميع يفكر بتغيير العالم .. ولا أحد يفكر بتغيير نفسه.
# المتشائم عليه عمامة سوداء مليئة بالتوافه !
# أثق في نفسي، احترم ذاتي وانظر إلى المستقبلبتفاؤل لو كنت ممن يقولون هذا الكلام، فإنك حتما تسير في درب السعادة! فاحترام الذات رائع ! .
# إذا مضى زمن الشباب ولم تتعلم فتذكرأن:
محمد علي مؤسس مصر الحديثة بدأ يتعلم العربية وهو في الخامسة والأربعين من عمره والنابغة الذبياني قال الشعر لأول مرة في حياته وهو فوق الستين ، والفيلسوف الألماني شوبنهور فاجأته الشهرة وهو يقترب من السبعين ، والفيلسوف أفلاطون الذي ولد في أسيوط وعاش في روما لم يبدأ الكتابة إلا في سن الثامنة والأربعين بعدأن أكمل دراسته واكتملت له فلسفته التي عرفت بعد ذلك بالأفلاطونية الحديثة .وغيرهم كثير وكثير .
وداعا أيها اليأس !!
_ لا تيأس إذا تعثرت أقدامك. وسقطت في حفرة واسعة .. فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكاً وقوة .
_ لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقربالناس إلى قلبك .. فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الابتسامة.
_لا تضع كل أحلامك في شخصٍ واحدولا تجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته، ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم.. فليس الكون هو ما ترى عيناك.
_ لا تنتظر حبيباً باعك.. وانتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسللإلى قلبك الحزين فيعيد لأيامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل.
_ لاتحاول البحث عن حلم خذلك.. وحاول أن تجعل من حالة الإنارة بداية حلم جديد.
_ لاتقف كثيراً على الأطلال.. خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها .. وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.
_ لا تكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينـزف فلا شيء في الدنيا يستحق من دمك نقطة واحدة.
_ إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان .. فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي، وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغني، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر، لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً .. وقلباً جديداً.
_ لا تسافر إلى الصحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة .. فلن تجد في الصحراء غير الوحشة وانظر إلى مئات الأشجار التي تحتويك بظلها وتسعدك بثمارها .. وتشجيك بأغانيها.
_ لا تحاول أن تعيد حساب الأمس، وما خسرت فيه .. فالعمر حين تسقط أوراقه.. لن تعود مرة أخرىولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرىفانظر إلى تلك الأوراقالتي تغطي وجه السماءودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها.
_ إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوموإذا كان اليوم سوف يجمعأوراقه ويرحل فلديك الغد.. لا تحزن على الأمس فهو لن يعودولا تأسفعلى اليوم .. فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غدٍ جميل.
_ إننا أحياناًقد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً مناونصير جزءاً منه.. وفي بعض الأحيانتعتاد عين الإنسان على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرىغيرها ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشفأن اللون الأسود جميل .. ولكن الأبيض أجمل منهوأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال ولكن لون السماء أصفى في زرقته.
فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة، وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً وشاقاًوتمسك بخيوطالشمس حتى ولو كانت بعيدةولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاعزمانها
وإذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسكوإذا لم تجد منيضيء لك قنديلاً .. فلا تبحث عن آخر أطفأهوإذا لم تجد من يغرس في أيامكوردةفلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى.
رد: مقتطفات من كتاب ابتسم للحياة
2010-05-25, 12:20
(الكوخ المحترق):
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحرفأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت بهعلى شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه،حتى سقط على ركبتيه وطلب من لله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذاالوضع الأليم. مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطادهمن أرانب،ويشرب من جدول مياه قريب وينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجرليحتمى فيه من برد الليل و حر النهار.
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخهقليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندماعاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ماحولها. فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا و أنا غريب فى هذا المكان،والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه.. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!!" ونام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن فى الصباح كانت هناكمفاجأة فى انتظاره.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه
فأجابوه: لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ!!! فسبحان من علِم بحاله ورآ مكانه.. سبحانه مدبر الأمور كلها من حيثلا ندري ولا نعلم..
*إذا ساءت ظروفك فلا تخف .. فقط ثِق بأنَّ الله لهحكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به .. و عندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعىلانقاذك ..
أما ترى البحر تعلو فوقه الجيف % وتستقر في أقصى قاعه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عــــداد لها % وليس يكسف إلا الشمس والقمر
قرارك بعد التسامح قرار بالمعاناة !!:
ذكر أن أشعب سافر مع رجل من التجار وكان هذا الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع حتى تعب وضجر وفي طريق رجوعهما نزلا للغداء فأنا خا بعيرهما ونزلا فأما أشعب فتمدد على الأرض وأما صاحبه فوضع الفرش وأنزل المتاع ثم التفت إلى أشعب وقال له : قم أجمع الحطب وأنا أقطع اللحم فقال أشعب : أنا والله متعب من طول ركوب الدابة فقام الرجل وجمع الحطب ثم قال يا أشعب ! قم أشعل الحطب فقال : يؤذيني الدخان في صدري إن اقتربت منه فأشعلها الرجل ثم قال يا أشعب قم ساعدني لأقطع اللحم فقال : أخشى أن تصيب السكين يدي فقطع الرجل اللحم وحده ثم قال: يا أشعب قم ضع اللحم في القدر واطبخ الطعام فقال يتعبني كثرة النظر إلى الطعام قبل نضوجه فتولى الرجل الطبخ والنفخ حتى جهز الطعام وقد تعب فاضطجع على الأرض وقال: يا أشعب قم جهز سفرة الطعام وضع الطعام في الصحن فقال أشعب :جسمي ثقيل ولا أنشط لذلك فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ثم قال : يا أشعب قم شاركني في أكل الطعام فقال : أشعب قد استحييت والله من كثرة اعتذاري وها أنا أطيعك الآن ثم قام فأكل !!!!.
تفائل فقد تبتلى بأشعب زمانك وما أكثرهم ولكن لا تحزن عاملهم بإحسانك إليهم وتبسمك في وجوههم ولا تنتظر منهم شكرا أو ردا لجميلك معهم فهم طبعوا على الجحود والنكران وكما قيل اتقِ شر من أحسنت إليه. إنك تخطيء حينما تنتظر منهم إجابة عاملهم لوجه الله وطلب الأجر منه سبحانه وتناسى ماضي فعالهم معك .
متفائلون على البديهة
1 – سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:بعد يوم الخندق ، وكان قد نازل عمرو بن ود أكبر محاربي المشركين بسالة وجرأة ، وله في سجل الوقائع خوارق نادرة ، سئل رضي الله عنه : بم انتصرت على عمرو يوم الخندق ؟ فقال : كانت نفسي حدثتني أني سأغلبه وأنه سيتقهقر أمامي ، فلم أبال به في شيء .
2 – دخل الحجاج بن يوسف الثقفي الكوفة بعد رجوعه من حرب الخوارج ، فجمع الناس في المسجد ، وصعد المنبر ليخطب ، فانكسر لوح خشبي تحت قدمه ، وتغيرت الوجوه ، والتفت كل مستمع إلى جاره ، فصاح الحجاج : ما هذا يا قوم ، أئن انكسر عود جذع ضعيف تحت قدم أسد هصور تشاءمتم ؟ ما هكذا الرجال ! .
3 – خطب قتيبة بن مسلم البطل الفاتح على منبر خراسان ، فسقط القضيب من يده وتطيره عدوه ، واغتم صديقه ، فعرف البطل خوافي ما دار في النفوس ، فقال على البديهة : ليس الأمر كما ظن العدو ، وخاف الصديق ، ولكن كما قال الشاعر :
وألقت عصاها واستقر بها النوى
كـما قر عينا بالإياب المسافـر
الفراغ الروحي والعلاج الرباني
تأمل أيها الحبيب: ماحصل "لدايل كارنيجي" فبالرغم من كونه كاتبا شهيراوصاحبا لأروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعا في العالم والتي أطبقت شهرتها الآفاق وترجمت إلى معظم لغات العالم وعلى رأسها كتابه الشهير"دع القلق وابدأ الحياة"الذي بيع منه ملايين النسخ,حيث وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق ودعافيه إلى الدين وبيّن أهميته وأكد عليه من خلال الاستشهادات التي بثها في ثنايا كتابه إلا أن ذلك كله لم يمنع القلق أن يسيطرعليه فعصفت الكآبة بحياته وسادت التعاسة والشقاء أيامه,فهرب إلى الجحيم من حيث لايشعرلأن قلبه خاوي من الإيمان,فلبث القلق الذي تكلم عنه مرارا ووضع الحلول له يطارده ولايدعه يستريح أبدا!!فماذا فعل في آخر حياته؟ قرر أن يتخلص من حياته عن طريق الانتحار فانتحر وبئس المصير!!هو القائل في كتابه "دع القلق وابدأ الحياة":معظم حالات الانتحار يمكن قطع دابرها بشيء من الأمان والاطمئنان وسكينة النفس التي يجلبها الدين وتجلبها الصلاة!!ولكنه ماعرف طريق الصلاة ولاطريق السعادة والطمأنينة!!وقبل أن نعلق على هذا الموقف نذكربالمقابل صورة أخرى مباينة لحقيقة الإيمان إنها الخنساء رضي الله عنها كانت في الجاهلية تعيش حياة قلقة بسبب ظلمة الكفر في احدى المعارك في الجاهلية لمافقدت أخيها من أبيها"صخرا "في قصة مشهورة فانهارت وولولت فملأت دنياها حزنا وبكاء وصياحا حتى همّت بالانتحار لتتخلص من حياتها الكئيبة تقول في شعر لها ترثي أخاها صخرا:
يذكرني طلوع الشمس صخرا .. وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكـين حولي .. على إخوانهم لقتلت نفــسي
وما يبكون على أخي، ولكن 00 أعـزي النفس عنه بالتأسي
فلا، والله، لا أنساك حتى 00 أفارق مهجتي ويشص رمسي
فيا لهفي عليه، ولهف نفسي 00 أيصبح في الضريح وفيه يمسي.
لكن لما أسلمت وبزغ نور الإيمان في قلبها تغيرذلك كله, حيث نأت بنفسها نحو الأمن والهدوء والسكينة الربانية فأصبح الإيمان لها مستقر ومستودع !! ففي معركة القادسية كان لها أربعة أبناء فقالت لهم: يا أبنائي! أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وتعلمون ما أعده الله من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[آل عمران:200]، فيا أبنائي، اذهبوا إلى الجهاد.أطلبوا الموت توهب لكم الحياة!!
وذهب أبناؤها الأربعة إلى الجهاد، فانتظرت الخبر، فإذا بالخبر يأتيها، قيل لها: إن أبناءك الأربعة كلهم قتلوا في سبيل الله، كلهم قد استشهدوا في سبيل الله، فماذا ستقول هذه المرأة؟ التي بكت على أخيها سنوات، ماذا تقول في أبنائها؟ قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني وإياهم في مستقر رحمته.
إنه الإيمان الذي يتحصن به المؤمن إزاء الفتن والمصائب ثم لايحس بزخر الكوارث إلا الثبات الذي يجلجل زخات المحن عنه جانبا,إنه الإيمان الذي يبحر به الإنسان نحو الرضا والقراروالسعادة,إنه الإيمان الذي يمنح صاحبه طعم الحياة وطهر المعاني,إنه الإيمان الذي يمتزج الحلاوة واللذة برجاء عفو ربه وعظيم ثواب مايلقاه من مولاه .يقول ابن القيم رحمه الله"إن في القلب وحشة لايزيلها إلا الأنس بالله,وفيه حزن لايذهبه إلا السرور بمعرفة ربه,وفيه قلق لايسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه,وفيه نيران حسرات لايطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه,والصبرعلى ذلك إلى وقت لقائه" أين "دايل"ذلك المنتحر عن وهج الإيمان؟أين هو الآن ؟في عداد المنتحرين والعياذبالله!!لاعجب أن يرزء المرء البعيد عن ربه بذائقة الألم وتبرمه المآسي خنجرا في قلبه,وتحاصره الضغوط والمصائب من كل فج,ثم لايجد ملاذا سوى أن يموت منتحرا تعيسا!! أما أنت أيها المؤمن؟ أيها القريب من ربك,الذي بنيت أسوار قلبك بالتذلل لله والتضرع له سبحانه فلك ملاذ عظيم وملجأ كبير"إنه الله" تولي دبر مصابك بقبل إيمانك بربك ثم تهنألتعيش عيش السعداء الصابرين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى