من المسؤول عن إفقار وتوريط الناس في الديون واستعبادهم بشكل مخزٍ ومذل

شعرت بالأسف والأسى لحال صديق عزيز , زرته قبل أيام وكان مرهق نفسياً ويبدو أن لديه اكتئاب شديد أيضا فحالته لا تسر وهو متورط في الدين من أخمص قدمية إلى قمة رأسه , فأحببت أن أخفف عنه من حمله الثقيل وأن أصبره وأن هذه أقدار لا مفر منها ولا مناص والواجب عليه السعي الحثيث لتغيير واقعه والإكثار من الإستغفار وعمل مايمكن عمله وعدم الإغراق في التفكير لأنه غير مجدي , فزفر زفرةً شديدة كادت لحرّها أن تحرق وجهي لأنها أتت من الأعماق , فقلت له : لا بأس فضفض لعلي أستطيع مساعدتك بما أقدر عليه , وأردت أن أعرف حقيقة دينه ولأعرف ما سبب هذه الأزمة التي لا تكاد تنفك عنه فبدأ يقص عليّ متى بدأت معه الديون فقال : بدأت معي الديون منذ زواجي عام 1412هـ ولا أزال وكل ذلك ولله الحمد والشكر يتم سداده وستر الله وكرمه ومننه عليّ لم تزل سابغة بالغة فله الحمد على كل حال , ولكن منذ بداية الأسهم طمعت كغيري من الناس لعلي أجمع مبلغاً في وقتٍ يسير حتى أحقق حلم حياتي وأشتري منزلا يضمني أنا وأولادي , فتحملت دينا من أحد البنوك يربو على الـ 324000 ريال على مدى 7سبع سنوات بواقع 3200 ريال كل شهر واحتملت دينا آخر من اثنين من المواطنين عبارة عن سيارتين احدى هذه السيارتين بـ 38000 ريال والأخرى بـ 64000 ريال أي أن كل من هاتين السيارتين بقسط شهري 1500 لكلٍ منهما يعني 6200 ريال شهريا
وإيجار منزل 23000 ريال سنوياً يعني إدخار 2000 ريال شهريا , وكانت الأمور طيبة وقمت بالإنتظام في التسديد وإعلان حالة الطوارئ في المنزل لأسرة مكونة من 6 أشخاص بواقع ثلاثة آلالاف ريال شهريا شاملة الكهرباء والماء والإتصالات وأي ظرف طارئ لا قدر الله , والحمد لله سارت أموري على ما يرام ولا زالت ولله الحمد كذلك إلا أنه تعرضت لسرقة سيارتي وصدم عليها فتسلفت من أحد الأخيار مبلغ ثلاثون ألف ريال
واشتريت بها سيارة مستعمله فمشى الحال على ضيق في النفقه , وتعرضت لبعض الظروف والعجز في الميزانية حتى أن السلفيات هي أكثر ما أتعبني حيث أنني لا يخلو شهر ما أتسلف ألف أو ألف وخمسمائة ريال , حتى أصبحت في وضع حرج وبلغت السلفيات الآن لوحدها ما يقارب الـتسعين ألف ريال , فقلت له : اصبر واحتسب واسأل الله من فضله فإنه قريب مجيب لمن دعاه فخطر ببالي أن اطرح موضوعه في بناء الفكر والثقافة
لعل الله عز وجل أن يوقع عين أحد المحسنين عليها ونحن مقبلون على شهرٍ كريم خصوصاً أنه لا يملك الآن سيارة بعد أن خبطت عليه سيارته
ومال ذلك إلا أنه والله أعلم لا يجد ما يصلح به سيارته , حيث قال أن المهندس طلب منه 6000 ريال , وأنه ينتظر استلام الراتب حتى يتمكن من تأمين مكينة بدل التي خبطت , أعاننا الله وإياه وجميع إخواننا المسلمين , وإنني أهيب بالإخوة المقتدرين ومن لديهم زكاة أموال أن يبحثوا في مثل هذا الشهر عن الفقراء والمعوزين والمحتاجين والملهوفين والمديونين وأن يبدأوا بالأقرب فالأقرب , وأن أعظم الصدقة , الصدقة على القريب المكاشح
أعتقد يا اخوان أن بعض التجار الله يهدينا وإياهم يسعون لإفقار الناس مع هذه الأزمة المالية العالمية بطمعهم وجشعهم

منقول